دي لا فوينتي يهز عالم الكرة برد صادم ويمنح يامال ويليامز مفاجأة لا تصدق
بعد أن هزت وسائل الإعلام انتقادات لامين يامال نجم برشلونة الشاب بسبب ما وصفته بقلة الفعالية التهديفية خرج لويس دي لا فوينتي المدير الفني لمنتخب إسبانيا برد قوي وصادم على هذه الأصوات السلبية مؤكداً أن انتقاد لاعب موهوب مثله بسبب عدم تسجيله للأهداف يكشف عن جهل تام بأساسيات كرة القدم وأشار المدرب المخضرم في مقابلة إذاعية عبر برنامج El Partidazo de COPE إلى أن يامال يمتلك إمكانيات استثنائية ويمثل مستقبل منتخب إسبانيا ولم تقف حماسة دي لا فوينتي عند هذا الحد بل تخلى عن عشقه الشخصي لأتلتيك بيلباو مؤقتاً لتأكيد دعمه الكامل للسعادة المهنية والعملية لنيكو ويليامز جناح النادي الباسكي
تخلي دي لا فوينتي عن انحيازه الطويل لأتلتيك بيلباو
كشف دي لا فوينتي أنه رغم ارتباطه العاطفي بنادي أتلتيك بيلباو كونه مشجعاً له منذ أكثر من أربعين عاماً إلا أنه يضع مصلحة اللاعب فوق أي انتماء شخصي وأكد أن سعادته واستقراره المهني أهم من أي سبق صحفي أو ترقب جماهيري وعندما سُئل عن مستقبل نيكو ويليامز قال بوضوح إن المنتخب الإسباني مفتوح لكل لاعب يثبت جدارته خصوصاً إذا كان الأداء الفني والإبداع الهجومي عنده سواء يريده في فريقه أم لا وأوضح أن الحفاظ على حماس اللاعبين وشعورهم بالتقدير ينعكس بشكل إيجابي على مستوى المنتخب في المباريات الرسمية والدولية
دهشة من انتقاد يامال وأسلوب السخرية
لم يستطع دي لا فوينتي إخفاء دهشته من حملات السخرية التي طالت لامين يامال بسبب قلة الأهداف فأطلق تعليقاً ساخراً قائلاً إن من يردد أن يامال يفتقر إلى التهديف يعيش في عالم موازٍ أو معيش مع كائنات فضائية وأضاف أن كرة القدم ليست مجرد عداد للأهداف بل قياس للمهارات الفنية والقدرة على خلق الفرص وصناعة اللعب قبل أن يختتم بأن الصبر هو أفضل دواء للاعبين صغار السن ليتمكنوا من إثبات أنفسهم تحت ضغط الملاعب الأوروبية الصعبة وقارن هذه السخرية بأنها أشبه بمحاولة تقييم مصمم أزياء من خلال قطعة قماشية واحدة فقط دون الأخذ في الاعتبار مسيرته الإبداعية بأكملها
حماية يامال وتطويره النفسي والفني
أكد مدرب منتخب إسبانيا أن دوره لا يقتصر على اختيار التشكيلة الأنسب بل يتعداه لتوفير بيئة نفسية سليمة تدعم اللاعبين الشباب وأوضح أنه يعمل مع الجهاز الفني والنفسي على بناء خطة تطوير فردية لكل موهوب يمر من أكاديمية برشلونة إلى المنتخب وأضاف أن لامين يامال يحتاج في هذه المرحلة إلى التشجيع والتوجيه أكثر من أي شيء آخر حتى يتمكن من التطور التقني والبدني في المواسم المقبلة قبل أن يوجه رسالة لجماهير كرة القدم بأن تنتظروا من هذا الواعد ما يفاجئهم في المستقبل القريب
فتح أبواب المنتخب لجوان جارسيا
وبعيداً عن قصة يامال ويليامز انتقل دي لا فوينتي للحديث عن حارس برشلونة جوان جارسيا الذي حاز على إعجابه خلال مشاركاته مع منتخب إسبانيا تحت 21 سنة وأكد أن هذا الحارس الشاب إذا حافظ على مستواه وقدرته على قراءة هجمات الخصم فسوف يجد أبواب المنتخب مفتوحة أمامه دون تردد مشيراً إلى أن النخبة المستقبلية للمنتخب تعتمد على مزيج متوازن بين الخبرة والشباب وأنه لا يسعى للرضا الإعلامي بل لتحقيق نتائج تنافسية في البطولات القارية والعالمية
الحياد الإيجابي مع نيكو ويليامز
وعاد دي لا فوينتي للحديث عن نيكو ويليامز متبنياً موقف الحياد الإيجابي ومؤكداً أن مهمة المدرب الوطني هي رعاية مصالح جميع اللاعبين على حد سواء دون تحيز لأي نادٍ وأضاف أن سعادة اللاعب واستمراره في تقديم الأداء الجيد هما مفتاح دعوته للانضمام إلى المنتخب وأشاد بسرعة تأقلم ويليامز مع دوري الدرجة الأولى الإسباني ومهاراته في اختراق الدفاعات وتغيير مجرى المباريات ورداً على سؤال عما إذا كان سيستدعيه قريبا قال إن الوقت المبكر للمستوى العالي لم يفت بعد وإنه يراقب الجميع بموضوعية تامة
أهمية دعم الشباب في كرة القدم الإسبانية
في ختام اللقاء شدد لويس دي لا فوينتي على أهمية دعم اللاعبين الناشئين وعدم إعطاء مساحة لمن يسعون إلى إحباطهم قبل انطلاق مسيرتهم وأضاف أن فرنسا وفرت بيئة مثالية لعناصرها الصغيرة خلال بطولة الأمم الأوروبية الأخيرة وأن إسبانيا قادرة على تكرار التجربة وأن السبيل لذلك يتطلب تضامن الأندية ومسؤولي اللعبة واللاعبين القدامى لتمرير خبراتهم وعطاءاتهم إلى جيل المستقبل
يشكل موقف دي لا فوينتي دليلاً عملياً على أن كرة القدم تحتاج إلى قيادة حكيمة لا تخاف مواجهة الضغوط الإعلامية وتسعى دائماً لحماية المواهب وتطويرها وتعد رسالة المدرب الإسباني دعوة رسمية لكل المتخصصين والصحفيين والجماهير لمراجعة تصورهم عن اللاعبين الصغار والابتعاد عن أحكام الإقصاء المبكر والعودة لمنطلق الإبداع والفرص المتساوية في ملاعب كرة القدم العالمية فالجيل القادم يستحق أن يشع بلا حدود باحترام حقيقي لمسيرته ونهج تطوري ثابت بعيد عن التقييم الأحادي قبل الأوان.
