
خطأ فادح من البايرن وضياع فرصة العمر لهاري كين
علق رالف رانجنيك، المدير الرياضي السابق لبايرن ميونخ، على صفقة انضمام هاري كين إلى النادي البافاري في صيف 2023 واصفًا إياها بأنها “خطأ كبير”، معتبرًا أنّ النادي لم يستثمر استثمارًا حكيمًا في التعاقد مع المهاجم الإنجليزي في الوقت الذي كان ينبغي فيه ضمه بعمر أصغر بكثير من أجل تحقيق أفضل مردود طويل المدى .
توقيت التعاقد المثالي
وفقًا لرؤية رانجنيك، كان يجب على بايرن ميونخ استغلال الموهبة الهائلة لهاري كين قبل أن يبلغ أواخر العشرينات، إذ يرى أن التعاقد مع لاعب يتمتع بإمكانيات شابة في سن الثامنة عشرة أو العشرين يضمن للنادي الاحتفاظ به لأطول فترة ممكنة تحت سقف تكاليف انتقالٍ مبدئية أقل بكثير من المبلغ المدفوع لتوتنهام قبل عامين .
> “كان على بايرن التعاقد مع كين عندما كان في العشرين من عمره لا عندما اقترب من الثلاثين، فالعدد الكبير الذي دفعوه لتوتنهام لن يعود عليهم بأية قيمة ويمكن استثماره في نجوم أصغر قادرين على إضافة سنوات في المستوى العالي”
– رالف رانجنيك لصحيفة سبورت
حصاد بايرن مع كين

على الرغم من انتقادات رانجنيك، ساهم كين بفعالية في تتويج بايرن بلقب الدوري الألماني للمرة الحادية عشرة على التوالي خلال موسم 2023–2024، حيث سجل 23 هدفًا وصنع 10 خلال مشاركته في 30 مباراة بمختلف البطولات . ومع إجمالي 83 هدفًا في 93 مواجهة منذ انضمامه، يظل المهاجم الإنجليزي واحدًا من أكثر لاعبي بايرن إفادة على صعيد الأرقام .
تكاليف مالية مقابل قيمة مستقبلية
دفعت إدارة بايرن ميونخ أكثر من 100 مليون يورو لإتمام الصفقة، رقمٌ جعل كين أغلى لاعب في تاريخ الدوري الألماني وقتها، لكن رانجنيك يشدد على أن النادي كان عليه توجيه هذا المبلغ نحو صفقات أكثر قابلية للنمو في القيمة السوقية؛ مثل شراء موهبة شابة وقيادتها للانطلاق في مسيرة احترافية مديدة مع النادي.
مقارنة مع استراتيجيات أخرى
تعتمد أندية عملاقة مثل برشلونة ومانشستر سيتي ولوفربول على نهج ضم اللاعبين في مراحلهم العمرية الأولى، مما يتيح لها بيعهم مستقبلاً بأضعاف المبلغ المدفوع أو الاحتفاظ بهم ضمن فريق النخبة لسنوات طويلة. ورأى رانجنيك أن سياسة بايرن في التعاقد مع نجم كبير في السن في عشبه الأخير لا تتماشى مع خطط بناء فريق مستديم .
التداعيات على خطط بايرن المستقبلية
مع اقتراب عمر كين من 30 عامًا، سيجد بايرن نفسه أمام تحدي إعادة بناء الخط الأمامي في غضون مواسم قليلة، خاصة إذا لم يتمكن المهاجم الإنجليزي من استعادة لياقته الكاملة بعد التعرض لبعض الإصابات الخفيفة. وقد يحُد ذلك من فرص النادي في المنافسة على لقب دوري أبطال أوروبا، الأمر الذي لم يحققه كين حتى الآن منذ انتقاله إلى ميونيخ.
خيارات بايرن البديلة
يرى رانجنيك أنّه بدلاً من ضخ هذا المبلغ في صفقة كين، كان بإمكان بايرن توجيه الاستثمارات إلى لاعبين مثل نيكو فيولتمايير وفولفجانج وسواهما من طليعة نجوم أوروبا تحت 21 عامًا، القادرين على النمو داخل بيئة النادي وتحقيق عائد مالي واستراتيجي أكبر عند بيعه مستقبلاً أو التكامل معه كجزء أساسي من تشكيلة قادرة على المنافسة لسنوات طويلة .
خلاصة الرأي

لا ينكر أحد الأثر الإيجابي الذي تركه كين في بايرن ميونخ منذ التحاقه به، لكنه رغم ذلك ليس اللاعب الذي كان ينبغي للنادي الوثوق به لإنجاح مشروع طويل المدى. يرى رانجنيك أن بايرن أخطأ في توقيت الإقدام على الصفقة وطريقة البناء حول لاعب في أواخر مشواره، مقارنةً بفرص الاستثمار في قلب مشروع الفريق حول مواهب أصغر سنًا، مما قد يؤتي ثمارًا اقتصادية وفنية أكثر استدامة.
> “الآن علينا انتظار ما سيحدث في الموسمين المقبلين، حين نعرف إن كان هذا القرار قد مكّن بايرن من تحقيق أهدافه القارية، أو سيجد نفسه مضطرًا لإعادة ترتيب الأوراق مجددًا”
– رالف رانجنيك
بايرن وكين على موعد جديد مع التحدي عندما يلتقيان بنفيكا في كأس العالم للأندية الثلاثاء المقبل، وهي فرصة لقياس فعالية الصفقة على أرض الميدان مرةً أخرى.