صرخة روثن المدوية تهيج جماهير باريس ضد عبقري الأرجنتين
في أجواء احتقان كروي غير مسبوقة أعاد لاعب خط وسط إنتر ميامي جيروم روثن إشعال لهيب الانتقادات الموجهة لليونيل ميسي بعد فترة قصيرة من تواجدهما معًا في باريس سان جيرمان وذلك قبيل المواجهة المنتظرة بين ناديه الحالي وفريق العاصمة الفرنسية في دور الستة عشر من كأس العالم للأندية
نقد لاذع من روثن
خلال مقابلة مع قناة RMC Sport وجه روثن سهامه المباشرة نحو نجم السيليساو السابق واتهمه بتقديم أعذار واهية لفشله في حصد لقب دوري الأبطال رغم الأرقام القياسية التي حققها مع باريس سان جيرمان بين عامي 2021 و2023 وقال إن سلوك ميسي في تلك المرحلة كان مثار استهجان وأن العوائق التي ساقها بشأن تكيّف عائلته في فرنسا لا تمت للواقع بأي صلة
وأوضح نجم ميلان السابق أنه شاهد جميع مباريات ميسي في حديقة الأمراء دون استثناء ورغم اعترافه بموهبة الأرجنتيني اللافتة وسحر اللمسة الواحد في المليون فقد أكد أن الأداء داخل الملعب لا يمكن أن يبرر تسجيل 32 هدفًا وصناعة 35 تمريرة حاسمة إذا رافقه شعور بالضيق والانعزال النفسي وختم بالقول إن الجماهير مطالبة بصافرات الاستهجان عند سماع اسمه لعلّها توقظه من حالة التواكل
قنبلة في حسابات السوشيال
ما إن انتشرت تصريحات روثن حتى اجتاح هاشتاج Pogback منصات التواصل الاجتماعي بموجة من الجدل فقد رأى البعض في الدعوة إلى صفير ميسي عنصرية رياضية تنم عن جفاف المشاعر تجاه لاعب صنع بطولات على مدار مسيرته أما الجمهور الآخر فاعتبرها وجهاً من أوجه الضغط الخارجي الذي طالما أثر على كبار النجوم قبل المواجهات الحاسمة
تجدر الإشارة إلى أن المهاجم الأرجنتيني سبق وأن كشف في تصريحات لصحيفة L’Équipe عن معاناته مع تغير المناخ النفسي داخل غرفة خلع الملابس بحديقة الأمراء لذلك خرج بعض نجوم منتخب الأرجنتين السابقين للدفاع عنه مؤكّدين أن أدنى مستوى تأقلم يمر به لاعب من طينة ميسي ينعكس سلبًا على مستواه على أرضية الملعب
ما بين التشكيك والضغوط
رغم الأرقام المضيئة في البطولات الفرنسية محليًا ودوليًا يواجه ميسي انتقادات تُركز على هدر الفرص السهلة في اللحظات الحاسمة وإهدار ركلات ثابتة في البطولات الكبرى وقد بلغ ذلك ذروته بعد تصريح لاعب الوسط السابق بأنه لا يصدق حديث ميسي عن معاناة أسرته وأكد أن منزل النجم العالمي في ضاحية نويي كان بمثابة قصر يخضع لحماية مشددة ويضم مساحات فسيحة ومدارس خاصة لأطفاله
ويرى خبراء كرة القدم أن تصاعد حملات التشكيك على منصات السوشيال لا يهدف إلا لإرباك حالة الاستقرار النفسي الذي يسعى إليه أي لاعب في مرحلة ما بعد الثلاثين مع ضرورة إعداد برامج دعم نفسي وجسدي قبل أي منافسة عالمية للاستفادة القصوى من خبرات نجوم بحجم ميسي
كيف يستعد ميسي للصدام
يركز ليونيل حاليًا مع إنتر ميامي على إعداد بدني مغاير لما اعتاد عليه في باريس سان جيرمان مستفيدًا من تقنيات التعافي السريع التي تعتمدها الأندية الأميركية كما حرص على زيادة وتيرة تدريبات اللياقة والقوة والانطلاق من أجل مواجهة الأندية الأوروبية على مستوى عالٍ وقد سجل هدفًا من ركلة حرة في تعاقده الأول مع الفريق ليؤكد أنه لا يزال يتمتع بموهبة التصويب البعيدة
ومع تصاعد وتيرة المواجهة التي تجمعه بفريقه القديم في مونديال الأندية تبدو الخطة المعتمدة على تخفيف الأدوار الفردية لصالح اللعب الجماعي بالإضافة إلى الحرص على استغلال سرعات الأظهرة واسترجاع الكرات من المنتصف قبل تحويلها إلى هجمات مضادة سريعًا
رأي المحللين
يشير المحلل الرياضي كريم الحسيني إلى أن حملة روثن قد تكون جزءًا من تكتيك ذكي لإدخال الضيف الأرجنتيني في دوامة التفكير خارج نطاق الملعب وقطع حبل الثقة بينه وبين الجماهير الفرنسية قبل اللقاء المرتقب وأضاف أن أفضل رد للميسي يكمن في الأداء والإنتاجية أكثر من الكلمات والردود الصحفية
من جهته يرى المدرب المخضرم فاروق شاهين أن أي مهاجم تمر عليه مرحلة من التراجع الفني أو الضغوط النفسية يحتاج إلى دعم معنوي من الجماهير والنقاد على حد سواء وأن إطلاق صافرات الاستهجان قد يعود بنتائج عكسية ويؤثر سلبًا في مستوى الفريق إذا ما انتقلت موجات الاستياء إلى اللاعبين الآخرين
سلبيات وإيجابيات المناخ النفسي
يحذر أخصائيو كرة القدم النفسية من أن معايير التقييم التي تعتمد على النتائج والأرقام وحدها لا تكفي وتُغفل بُعدًا مهمًا يتعلق بالاستقرار الأسري والاجتماعي للاعبين الكبار قائِلِين إن المنظومة الكروية مطالبة بتطوير آليات الدعم لكل نجوم اللعبة مع استحداث دوائر متابعة تخص الجوانب الشخصية إلى جانب الجوانب الفنية
على الجانب الآخر تنظر بعض الصحف إلى تصويت الجمهور بالصفير كحرية رأي وحق في التعبير يعكس حرارة المنافسة وعدم المبالغة في تفضيل أسماء على أخرى طالما لم تترجم إلى بطولات قارية وعالمية مثل دوري الأبطال أو مونديال الأندية
تنسج المواجهة المرتقبة بين إنتر ميامي وباريس سان جيرمان قصة تشويق جديدة في صفحة مونديال الأندية يضفي عليها بطل العالم ثماني مرات بعدًا نفسيًا استثنائيًا يتداخل فيه الانتقام الرياضي بالمفاجآت التكتيكية ولهذا يظل السؤال الأكبر هل ستكون صافرات الاستهجان حاضرة أم أن أداء ميسي سيطفئ ألسنة الصفير ويخطف أنظار الجميع بالحرف الواحد؟
